قامت قناة آي فيلم بعرض مسلسل "الأزواج" للمخرج بيجن بيرنك مؤخرا وتعرض حاليا مسلسل "المنزل الأخضر" للمخرج نفسه وبهذه المناسبة قامت بإجراء مقابلة معه وفي مايلي اليكم نصها:
آي فيلم:استطعت أن تكشتف ماذا يحتاج المشاهد دائما، على سبيل المثال في الثمانينات من القرن المنصرم استطعت أن تشد المشاهد بإنتاج مسلسلي "الحي المزدحم" و"السمين والنحيف" وبعد ذلك مسلسلي "الأزواج" و"المنزل الأخضر"...كيف استطعت أن تعرف ما يحتاجه المشاهد؟
بيجن بيرنك: يشغلني السؤال نفسه في الاوانة الاخيرة واعتقد ان الحضور في المجتمع وملامسة مشاكل واحتياجات الناس يساعد الفنان أن يتواصل بشكل أفضل مع المشاهد ويعرف ماذا يلفت انتباهه .برأيي أن أهم مافي الموضوع هو واقعية الأعمال الابداعية. ان استطعنا أن نجد هذه الاحتياجات وأن نقدمها للمشاهد بشكل جيد سوف ننجح في ما اردناه وحينها يشعر المشاهد بإلاحترام الذي نكنه اتجاهه فجميع الذين يأخذوا احتياجات المشاهد بعين الاعتبار فيحسسونه بإحترام.
آي فيلم: لاشك أن اكتشاف احتياجات المشاهد من أساسيات خلود العمل في الاذهان لكن كثيرين انتجوا اعمالا تحت هذا الشعار الا انها ما استطاعت أن تحظى بإلتفات المشاهد ولم تحتل مكانة كالتي احتلها مسلسلي "الازواج" و"المنزل الأخضر"...فكيف تفسر احتياج المشاهد في هذه الحالات؟
بيجن بيرنك: الاحتياج لم يكن بسيطا والتطرق له يحتاج أن تعيش وسط المجتمع ويساعد هذا في ان تنطبع احتياجات الناس تلقائيا في أعمالك، فمجرد التخمين بإحتياج الناس للمرح أو الحزن لايسبب في تخليد الأعمال لأن هذه التخمينات تسويقية وليست شعبية ونابعة عن احتياجات المجتمع حقا.
وقد تنجح هكذا اعمال احيانا لكن تنسى بسرعة ايضا لأنها مبنية على احتياجات غير اساسية. اظن ان مجتمعنا يحتاج في الفترة الاخيرة ان نتكلم عن الحب، الموضوع الذي أهمل لعدة اسباب و ان ركزنا عليه فتنتج اعمال جيدة تلاقي اقبال المشاهد، يجب أن يعرف الشعب "الحب" ولابد أن يتعلمه الرجال والنساء؛ برأيي أن التحدث عن الحب والمودة والعلاقات الصحيحة من واجبات الفن الاستعراضي وأن مجتمعنا يفتقد ذلك لأن التغطية الاعلامية حول هذا الموضوع ضعيفة جدا وغالبية الأعمال تسلط الضوء على الخيانة والم الفراق ومرارة العلاقات و...فجميع هذه المواضيع فرعية وتفتقر الى قدرة الخلود الذي يمتلكها الحب الذي لم يمل منه.
آي فيلم: برأيي أن "المنزل الأخضر" يتناول هذا الموضوع ايضا...
بيجن بيرنك: كثيرا ما أواجه انتقادات موجهة من قبل اقاربي وسببها افتقاري للخضرة وانا صانع "المنزل الأخضر". و ردي اليهم دائما هو ان "المنزل الأخضر" حقيقة وهو احتياج الانسان الى الحياة الخضرة والنضرة، والخضرة هي الحياة والحب و... لكن هذا لا يعني انني امتلكها في حياتي! قدتكون حياتي ممتلئة بالمرارة والأوجاع والصعوبات لكن يكمن احتياج المجتمع في مفهوم "المنزل الأخضر".
عندما قررنا أن نصنع منزلا اخضرا فقد توالت الاحداث بشكل غير مبرمج حيث كنا نخطط أن يكون "المنزل الاخضر" امتدادا لمسلسل "الازواج" لكن الظروف لم تساعدنا فصنعنا بيتا بجدران خضراء وقررنا حينها أن نسميه "المنزل الاخضر".
آي فيلم: تابع "المنزل الأخضر" الكثيرون هل صادفت اشخاصا تأثروا منه وتغيرت نظرتهم للحياة من خلاله؟
بيجن بيرنك: نعم...تأثر الكثيرون منه وهذا ماكان يشجعنا على مواصلة العمل وأشكر ربي على ذلك. يعتقد الكثيرون أننا علمنا الآخرين بأنهم يستطيعون أن يروا العالم بمنظار آخر..وكانت نظرة الناس تزيل التعب منا بحيث كان يحثنا ذلك أن ندخل مواضيع أكثر تعقيدا وكان المجتمع بردة فعله يساعدنا في ذلك.
آي فيلم: يعتقد الكثيرون ان اختيار الممثل خسرو شكيبايي بقدراته التمثيلية الخاصة كان صائبا للمثيل في المسلسل وساعد ذلك في نجاح المسلسل...
بيجن بيرنك: انا اوافقهم الرأي...عندما قررنا أن ننتج المسلسل تفاوضنا مع ممثلين لكن لن نتوافق معهم..اقترحت مصممة الديكور السيدة ملك جهان خزاعي أن نتفاوض مع الممثل شكيبايي لكن لن نأخذ اقتراحها على محمل الجد بسبب إنشغاله بفيلم "بلاد الشمس" حينها، اضافة الى ذلك ظننا بما انه كان مشهورا آنذاك لم يستقبل فكرة التمثيل في مسلسلنا ولكن على عكس تصورنا عندما قابلناه رحب بنا وبانضمامه الى فريقنا قدتغير العمل فاستطاع شكيبائي أن يضيف الى عملنا امكانيات كان يفتقرها وبما انه كان يمتلك نضارة وخضرة واحترافية فأثر بنجاح المسلسل لذلك أعتقد أن الالتزام في الفن أمر هام جدا وبوجوده تم تأسيس المنزل الأخضر.
شكيبايي كان يمتلك الاحترافية والحب حيث كان يدب روح المشاعر في نصوص الحوارات واستطعنا بإمكانياته ان نخوض عالم الفلسفة ايضا ونحن تقديرا لانشغالاته الفنية قمنا بتقليل حلقات المسلسل من الـ26 الى الـ21 حتى لانلحق اضرارا لحياته المهنية.
آي فيلم: جميع طاقم تمثيل المسلسل كان محترفا كيف استطعت أن تجمعهم؟
بيجن بيرنك: نعم الطاقم كان متناسقا جدا حيث كان يشبه افراد عائلة تماما. عندما قررنا أن ننتج "المنزل الاخضر" تحدثنا مع طاقم مسلسل "الازواج" لكن لم نتفق معهم وتفاوضنا مع الكثيرين الى أن وصلنا الى هذا الطاقم الذي كان يضم المحترفين الى جانب المبتدئين، لكن العمل مدين لإحترافية الممثل شكيبائي حيث فرغ وقته ليكون الى جانبنا وبذل ما في وسعه لنجاح المسلسل حيث كان يدرب الممثلين ويتمرن على الحوارات معهم لساعات طويلة وكان يعتقد ان نجاح العمل يسبب نجاحه هو ايضا فتعلمنا الكثير منه انا والمخرج الراحل مسعود رسام.
آي فيلم: أتعتقد أن في عام 2017 وفي مدينة طهران الكبيرة المحطية بالمشاكل العديدة يمكن أن يصنع منزل أخضر؟
بيجن بيرنك: المنزل الاخضر احتياج المجتمع الدائم وبالفعل يحتاج المجتمع في عام 2017 الى منزل اخضر يضم الأجيال الجديدة التي تصنع المستقبل..وبرايي أنهم مشاهدون ذو احتياجات معقدة لكن حتما هناك طريقة لإنتقال الأقوال الخضراء اليهم. بعد وفاة الراحل مسعود رسام طلبوا مني أن أنتج منزلا أخضرا؛ وانا اقول دائما انني انتج منزلا اخضرا عندما تتوفر جميع الامكانيات وعلى رأسها الممثل خسرو شكيبايي!
آي فيلم: يبدو ان بيجن بيرنك لديه الكثير ليتحدث عنه لأنه رغم امتلاكه تجارب كثيرة وخلفية مشرقة أصبحت نشاطاته قليلة ولم يعد كما كان؟
بيجن بيرنك: هذا السؤال اطرحه دائما على نفسي بأن ماذا حل لي؟ هل تقدم العمر بي أم اصبت بالآلزهايمر وفقدت رغبتي بالعمل؟ ماذا يحل بتجاربي؟ واقول لنفسي بعدها اني امتلك الكثير من القدرات فلماذا اصبحت نشاطاتي قليلة؟ لدي الكثير من الأفكار لكن الميزانيات المادية قليلة ويؤدي ذلك الى تراجع جودة الأعمال، فالمشاكل المادية هي التي أدت الى تقليلي من النشاط الفني.
ف.س/هـ.ع
السلام عليكم احييكم واحيي المخرج الايراني القديربيجن بيرنك مخرج المسلسلات الاجتماعيه الهادفه الازواج والبيت الاخضرونتمى له الصحه والعافيه والنجاح في مسيرته الاخراجيه والفنيه وشكراجزيلالقناة اي فيلم وموقعهاالمبدع على هذه المقابله الجيده